نشر بالحوار المتمدن 17 -7 – 2016-
مقال د باسمة موسى
وسط عالم تتصاعد فيه وتيرة الارهاب الاسود والكراهية للانسان الذى ابدع الله خلقه من اخيه الانسان, ودماء بريئة تسيل على الارصفة و الشوارع والميادين فى بلاد العالم المختلفة , واطفال يتمنون للعالم الذي يترعرع فيه عقولهم البريئة ان يحنوا عليهم لكى تتفتح زهورهم المعرفية بعيداً عن التطرف والتشدد والارهاب الفكرى والتعصب والتمييز بين بنى البشر فى كل العالم. وسط هذه الاجواء التى تصلنى عبر وسائل الاعلام عصفت بى المشاعر ببعض الافكار والرؤى التى درستها مع بعض الاصدقاء لعالم جديد نحلم به جميعا يتصف بالاتى :
عالم به خلق جديد يتعاون فيه الافراد مع بعضهم البعض,
عالم يفرح كل شخص فيه بانجازات الآخرين , ولا يكون فيه هناك مجال للحسد والمنافسة,
عالم يمكن للناس فيه ان يتخلوا عن آرائهم الشخصية, ويكونون مستعدين للتعلم مع الآخرين,
عالم يتوافق فيه التقدم المادى والروحانى للفرد مع تقدم الجامعة,
عالم يعمل فيه النساء والرجال جنبا الى جنب فى جميع مناحى الحياة,
عالم يكون فيه ايمان بقدرة كل فرد بالمجتمع,
عالم تنبع فيه الاعمال شوقا لرضاء الله ولإطاعة لأحكامه, لا رغبة فى مقام او سُلطة,
عالم ترعى فيه المؤسسات المُبادرة الفردية وتُوجَهها , ويُراعى فيه الافراد الانضباط والنظام بعدم اتباع اهواء انفسهم,
عالم لا يبتغى اعضاء المؤسسات فيه اى منافع شخصية, وبتجرد تام , يكرسون طاقاتهم لتمكين الأفراد الذين يخدمونهم,
عالم يكون فيه المؤسسات التى تحكم المجتمع مثالا للخضوع والتواضع,
عالم يعمل فيه اولئك الذين دُعوا للخدمة فى المؤسسات جنبا الى جنب مع افراد الجامعة,
عالم تكون فيه المؤسسات مصادر للهداية, وتُعتبر الطاعة القلبية لها شرطاً ضرورياً لتقدم مكونات المجتمع الثلاث الفرد والمؤسسات والجامعة,
عالم توفر فيه الجامعة الظروف لتجد مواهب وقدرات افرادها تعبيرا جماعيا لها ,
عالم تكون فيه الجامعة خالية من ” الفجوة بين الاجيال” مما يسمح بتسخير طاقة افراده الاصغر سناً وكذلك تجارب افراده الاكبر سناً,
عالم ليس للوضع الاقتصادى للأفراد والعائلات فيه تأثير على مشاركتهم فى حياة الجامعة.
عالم تتم فيه مشاركة المعرفة بحرية, ويتم تكريسها لتقدم مدنية عالمية مزدهرة ببعديها المادى والروحانى .
يتبقى لمقالى هذا الاجابة على هذه الاسئلة :هل العالم الذى اتصوره هو مجرد ُحلم خيالى , ام إنه سيظهر الى حيز الوجود فى وقت يشاء الله فيه هذا؟ .
لقد آن الآوان لبذل الجهود للوصول بشعوب العالم لبناء جامعات نابضة بالحياة وان يكون هناك حرية الايمان وحرية الانتقال وحرية الابداع فى كل المجالات العلمية والادبية وغيرها . انه الوقت لقادة العالم لتبنى رؤى جديدة تعزز ثقافة الوحدة والاتحاد ونبذ كل التعصبات فى كل المعمورة للوصول الى السلام العالمى الذى وعد الله تعالى به البشر فى كل الاديان
مرجع كتاب روحى 0 1
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.